حجاب .. و لكن ..
لبنى شرف / الأردن
كلنا يعلم أن الحجاب فرض من الله تعالى ، و لكن .. ما معنى " حجاب " ؟ ماذا حجب ، أو ماذا بجب أن يحجب ؟ و ما المقصود من ورائه ؟ و هل ما تلبسه بعض المسلمات اليوم يعد حجابا شرعيا أم شيئا آخر ؟ . هذه الأسئلة و غيرها ربما ستعين المرأة المسلمة لمعرفة ما إذا كان ما ترتديه هو حجاب شرعي أم لا .
ترتدي بعض المسلمات اليوم أزياء عجيبة و غريبة ، و
أحيانا سخيفة ، بل و فاضحة أيضا ، فمنهن من تلبس المزركشات و الألوان
الملفتة للنظر ، و منهن من تعنى بتناسق شديد للألوان و بشكل ملفت للأنظار
، و منهن من تغطي شعرها و جلدها ثم تزعم أنها محجبة !! و لست أدري ماذا
حجبت و هي تلبس الضيق الذي يصف حجم أعضائها ، و يبرز مفاتنها و زينتها .. و لا حول و لا قوة إلا بالله !! ، فهل يعد هذا حجابا ، أم تقليد و ولوع بالموضة الغربية ؟...
جل من قلد الفرنجة منا *** قد أساء التقليد و التمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم و لم نق *** بس من الطيبات إلا قليلا .
و أما عن أغطية الرأس و ما ابتدع فيها ، و عن الأحذية ذات الأصوات العالية
و المزعجة ، فحدث و لا حرج . و الأحذية ذات الكعب العالي عدا عن أنها تلفت
أنظار الرجال ، و تعرض المرأة للسقوط أحيانا ، قد أثبت الطب أضرارها على
القدمين و الساقين و العمود الفقري .
نوع آخر من لباس النساء لابد أن يخضع هو أيضا للدراسة ، و هو الجلباب ، فهل كل الجلابيب الموجودة الآن في الأسواق تعد لباسا شرعيا ، أم أن بعضا منها لا تنطبق عليه المواصفات فلا يعد بالتالي حجابا شرعيا ؟.
ذكر في كتب الفقه مواصفات الحجاب الشرعي للنساء ، و هي : أن
يكون طويلا واسعا فضفاضا ، يغطي جميع البدن ، لا يصف و لا يشف ، و ألا
يكون زينة في حد ذاته ، و ألا يكون ثياب شهرة ، و ألا يكون فيه تشبه
بالكافرات ، و اختلف في تغطية الوجه و الكفين . فكل لباس يتصف
بهذه المواصفات يعد حجابا شرعيا ، و كل لباس لا يتصف بهذه المواصفات لا
يعد حجابا شرعيا . فاللباس الذي يصف حجم أعضاء المرأة ، و يظهر زينتها و
مفاتنها ، و يزيد المرأة جمالا و بهاء ، و يلفت أنظار الرجال إليها ، لا
يعد حجابا شرعيا ، و المرأة بهذا اللباس لم تعن الرجال على أن يغضوا من
أبصارهم ، بل فتنتهم ، بل قد تتعرض هي نفسها بلباسها هذا للأذى و الضرر من
أهل الريبة و الفسوق . يقول تعالى في سورة الأحزاب (59) :"يأيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفورا رحيما" . يقول الإمام الآلوسي : ثم
اعلم أن عندي مما يلحق بالزينة المنهي عن إبدائها ، ما يلبسه أكثر مترفات
النساء في زماننا فوق ثيابهن و يتسترن به إذا خرجن من بيوتهن ، و هو غطاء
منسوج من حرير ذي عدة ألوان ، و فيه من النقوش الذهبية أو الفضية ما يبهر
العيون ، و أرى أن تمكين أزواجهن و نحوهم لهن من الخروج بذلك ، و مشيهن به
بين الأجانب من قلة الغيرة ، و قد عمت البلوى بذلك ... . هذا في زمان
الإمام الآلوسي ، فماذا تراه يقول عن نساء زماننا !! .
أما من لا ترتدي الحجاب أصلا من المسلمات ، فأقول لها : إن هنالك نساء مسلمات يخرجن في مظاهرات و اعتصامات ، و يرفعن الشعارات لأنهن منعن من ارتداء الحجاب ، أما أنت فتختارين التبرج بكامل حريتك !! .. مفارقة عجيبة !! . فلتعلمي أيته المسلمة أن عزتك و كرامتك لن تكون إلا بحجابك ، و بطاعتك أمر ربك ، ثم لقل الناس ما يقولون ...
فليقولوا عن حجابي *** لا و ربي لن أبالي
قد حماني فيه ديني *** و حباني بالجلال
زينتي دوما حيائي *** و احتشامي هو مالي
ألأني أتولى *** عن متاع لزوال
كم لمحت اللوم منهم *** في حديث أو سؤال .
هذا يقودنا للحديث عن لباس المرأة المسلمة أمام النساء ، و أمام محارمها ،
فقد تعددت أقوال الفقهاء في حدود عورة المرأة أمام المرأة ، و عورتها أمام
محارمها . و لكن ، لو أخذنا بالرأي الذي يقول بأن عورة المرأة أمام المرأة
هي من السرة إلى الركبة ، فهل يعني هذا أن تتساهل المرأة في كشف باقي جسمها ؟ فأين الحياء إذا ، و أين الأدب ، و أين الذوق و المروءة ؟ . و كذلك الحديث في لباسها أمام محارمها ، فكلما كانت المسلمة أكثر حياء و حشمة و تسترا ، كلما كان أفضل لها و للرجال من حولها ، و كلما كان أزكى و أطهر للقلوب و الخطرات .
فاتقي الله أختي المسلمة في حجابك ، و اتقي الله في لباسك أمام النساء و المحارم ، و اتقي الله في
الرجال من حولك ، و أعينيهم على أن يغضوا من أبصارهم ، و يحفظوا فروجهم ،
و يضبطوا غرائزهم و شهواتهم ، و لا تكوني مفناح باب الفاحشة و الرذيلة ، و
لكن كوني مفتاح باب الطهر و الفضيلة ، فهذا خير لك في دينك و دنياك ، و
خير للأمم و المجتمعات .
جعلنا الله ممن يقرأ و يسمع فيعي ، و يعلم فيعمل منقول .
لبنى شرف / الأردن
كلنا يعلم أن الحجاب فرض من الله تعالى ، و لكن .. ما معنى " حجاب " ؟ ماذا حجب ، أو ماذا بجب أن يحجب ؟ و ما المقصود من ورائه ؟ و هل ما تلبسه بعض المسلمات اليوم يعد حجابا شرعيا أم شيئا آخر ؟ . هذه الأسئلة و غيرها ربما ستعين المرأة المسلمة لمعرفة ما إذا كان ما ترتديه هو حجاب شرعي أم لا .
ترتدي بعض المسلمات اليوم أزياء عجيبة و غريبة ، و
أحيانا سخيفة ، بل و فاضحة أيضا ، فمنهن من تلبس المزركشات و الألوان
الملفتة للنظر ، و منهن من تعنى بتناسق شديد للألوان و بشكل ملفت للأنظار
، و منهن من تغطي شعرها و جلدها ثم تزعم أنها محجبة !! و لست أدري ماذا
حجبت و هي تلبس الضيق الذي يصف حجم أعضائها ، و يبرز مفاتنها و زينتها .. و لا حول و لا قوة إلا بالله !! ، فهل يعد هذا حجابا ، أم تقليد و ولوع بالموضة الغربية ؟...
جل من قلد الفرنجة منا *** قد أساء التقليد و التمثيلا
فأخذنا الخبيث منهم و لم نق *** بس من الطيبات إلا قليلا .
و أما عن أغطية الرأس و ما ابتدع فيها ، و عن الأحذية ذات الأصوات العالية
و المزعجة ، فحدث و لا حرج . و الأحذية ذات الكعب العالي عدا عن أنها تلفت
أنظار الرجال ، و تعرض المرأة للسقوط أحيانا ، قد أثبت الطب أضرارها على
القدمين و الساقين و العمود الفقري .
نوع آخر من لباس النساء لابد أن يخضع هو أيضا للدراسة ، و هو الجلباب ، فهل كل الجلابيب الموجودة الآن في الأسواق تعد لباسا شرعيا ، أم أن بعضا منها لا تنطبق عليه المواصفات فلا يعد بالتالي حجابا شرعيا ؟.
ذكر في كتب الفقه مواصفات الحجاب الشرعي للنساء ، و هي : أن
يكون طويلا واسعا فضفاضا ، يغطي جميع البدن ، لا يصف و لا يشف ، و ألا
يكون زينة في حد ذاته ، و ألا يكون ثياب شهرة ، و ألا يكون فيه تشبه
بالكافرات ، و اختلف في تغطية الوجه و الكفين . فكل لباس يتصف
بهذه المواصفات يعد حجابا شرعيا ، و كل لباس لا يتصف بهذه المواصفات لا
يعد حجابا شرعيا . فاللباس الذي يصف حجم أعضاء المرأة ، و يظهر زينتها و
مفاتنها ، و يزيد المرأة جمالا و بهاء ، و يلفت أنظار الرجال إليها ، لا
يعد حجابا شرعيا ، و المرأة بهذا اللباس لم تعن الرجال على أن يغضوا من
أبصارهم ، بل فتنتهم ، بل قد تتعرض هي نفسها بلباسها هذا للأذى و الضرر من
أهل الريبة و الفسوق . يقول تعالى في سورة الأحزاب (59) :"يأيها النبي قل لأزواجك و بناتك و نساء المؤمنين يدنين عليهن من جلبيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين و كان الله غفورا رحيما" . يقول الإمام الآلوسي : ثم
اعلم أن عندي مما يلحق بالزينة المنهي عن إبدائها ، ما يلبسه أكثر مترفات
النساء في زماننا فوق ثيابهن و يتسترن به إذا خرجن من بيوتهن ، و هو غطاء
منسوج من حرير ذي عدة ألوان ، و فيه من النقوش الذهبية أو الفضية ما يبهر
العيون ، و أرى أن تمكين أزواجهن و نحوهم لهن من الخروج بذلك ، و مشيهن به
بين الأجانب من قلة الغيرة ، و قد عمت البلوى بذلك ... . هذا في زمان
الإمام الآلوسي ، فماذا تراه يقول عن نساء زماننا !! .
أما من لا ترتدي الحجاب أصلا من المسلمات ، فأقول لها : إن هنالك نساء مسلمات يخرجن في مظاهرات و اعتصامات ، و يرفعن الشعارات لأنهن منعن من ارتداء الحجاب ، أما أنت فتختارين التبرج بكامل حريتك !! .. مفارقة عجيبة !! . فلتعلمي أيته المسلمة أن عزتك و كرامتك لن تكون إلا بحجابك ، و بطاعتك أمر ربك ، ثم لقل الناس ما يقولون ...
فليقولوا عن حجابي *** لا و ربي لن أبالي
قد حماني فيه ديني *** و حباني بالجلال
زينتي دوما حيائي *** و احتشامي هو مالي
ألأني أتولى *** عن متاع لزوال
كم لمحت اللوم منهم *** في حديث أو سؤال .
هذا يقودنا للحديث عن لباس المرأة المسلمة أمام النساء ، و أمام محارمها ،
فقد تعددت أقوال الفقهاء في حدود عورة المرأة أمام المرأة ، و عورتها أمام
محارمها . و لكن ، لو أخذنا بالرأي الذي يقول بأن عورة المرأة أمام المرأة
هي من السرة إلى الركبة ، فهل يعني هذا أن تتساهل المرأة في كشف باقي جسمها ؟ فأين الحياء إذا ، و أين الأدب ، و أين الذوق و المروءة ؟ . و كذلك الحديث في لباسها أمام محارمها ، فكلما كانت المسلمة أكثر حياء و حشمة و تسترا ، كلما كان أفضل لها و للرجال من حولها ، و كلما كان أزكى و أطهر للقلوب و الخطرات .
فاتقي الله أختي المسلمة في حجابك ، و اتقي الله في لباسك أمام النساء و المحارم ، و اتقي الله في
الرجال من حولك ، و أعينيهم على أن يغضوا من أبصارهم ، و يحفظوا فروجهم ،
و يضبطوا غرائزهم و شهواتهم ، و لا تكوني مفناح باب الفاحشة و الرذيلة ، و
لكن كوني مفتاح باب الطهر و الفضيلة ، فهذا خير لك في دينك و دنياك ، و
خير للأمم و المجتمعات .
جعلنا الله ممن يقرأ و يسمع فيعي ، و يعلم فيعمل منقول .